وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢١٤
فعرض له داء فما زال يتخبطه ويهذي ويترك الصلاة حتى مات. فهذه الرواية تدل على أن القاتل له عبد الملك بن مروان أنه سمه في السرج الذي بعث به إليه معه فأظهره (ع) علمه بذلك حيث قال: إني أعرف الشجرة التي منها السرج فكيف يخفى علي ما جعل فيه من السم ولكن قد تحتم القدر بشهادتي على هذا، ولهذا قال (ع): السرج معلق عندهم لئلا يقربه أحد وليكن حاضرا يوم ينتقم من الكافر عند الرجعة على يد قائمنا عجل الله فرجه وسهل مخرجه، ومع ذلك فهو لا ينطبق على باقي الاخبار لتأخر وفاته عن عبد الملك بكثير فلعل الحديث كان في لفظه هشام بن عبد الملك بأنه ممن بالغ في قتله فلم يمكنه ذلك. فيا قاتل الله من سعى هذا المسعى وكان من العلويين فما أجرأهم على ارتكاب ما قصر عنه طغاة الأمويين من هذا الداء الدفين، أيقتل باقر علوم الأولين والآخرين في العلن على يد مثل زيد بن الحسن ويهتك به حجاب الله والسنن وتنهتك به حرمة الله إلى آخر الزمن فإنا لله وإنا إليه راجعون فعلى الدار السلام.
[دار خلت من آل بيت محمد * سحقا لها سحقا لها من دار] [أغرى الزمان بني عمومتهم وقد * زادوا على الفجار والكفار] [قد أمكنوا منهم طغاة أمية * وتائج العباس في الأدوار] [ما مات منهم سيد حتفا به * إلا بسم أو حداد شفار] [حسدوهم حسدا يزيد على الأذى * أبداه إبليس الرجيم الناري] [يا عين سحي للدموع عليهم * سحا وصبي الدم بالتزفار] [فلقد قضى قطب الشريعة من له * فصل الخطاب ومعدن الاسرار] [الباقر العلم الرفيع وكاشف * الأستار عن دين النبي المختار] [السيد السند الإمام الفاضل * الليث الهمام نتيجة الكرار] [بالسم كف من اللئام عداوة * فأبكوه بالدمع الغزير الجاري] [فعليه صلى الله ماسح الحيا * أو حن قمري على الأشجار]
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست