[فقلت إلى الوليد أؤم قصدا * وقاه الله من غير الليالي] [هو الليث الهصور شديد باس * هو السيف المجرد للقتال] [خليفة ربنا الداعي علينا * وذي المجد التليد أخ الكمال] قال: فقبل مدحته وأجزل عطيته وقال: أخا العرب قد قبلنا مدحتك وأجزلنا صلتك فاهج لنا أبي تراب (ع)، فوثب الاعرابي يتهافت قطعا ويزأر حنقا ويستمد شفقا وقال: والله إن الذي عنيته بالهجاء هو أحق بالمدح منك وأنت أولى بالهجاء منه، فقال له الجلساء: ترحك الله فقال: علام تترحوني ولا تبشروني فما أبديت سلقا ولا قلت شططا ولا ذهبت غطا، علام إنكم فضلتم عليه من هو أولى بالفضل منه وهو علي بن أبي طالب (ع) الذي تجلبب بالوقار، ونبذ الشنار، وعاف العمار، وقصد الانصاف، وأبدا الأوصاف، وحصن الأطراف، وتألف الاشراف، وزال الشكوك في الله بشرح ما استودعه الرسول (ص) من مكنون العلم الذي شرفه وسلفه في الجاهلية أكرم من سلفه لا تعرف المائدات في الجاهلية إلا عندهم، ولا الفضل إلا فيهم صفة، اصطفاها الله تعالى واختارها فلا يغتر الجاهل بأنه قعد عن الخلافة بمثائرة من ثار عليها وجالد بها السلالة المارقة والأعوان الظالمين، قلتم ذلك كذلك إنما استحقها بالسوء، تالله ألكم حجة في ذلك فهل سبق صاحبكم إلى المواضع الصعبة والمنازل الشعبة والمعارك المرة كما سبق إليها علي (ع) الذي لم يكن بالعقبة ولا الهبعة ولا مضطغنا آل الله ولا منافقا كان يدرأ عن الاسلام كل أصبوحة، ويذب عنه كل أمسية، ويلج بنفسه في الليل الديجور المظلم المحلوك. مرصدا للعدو تارة ومذلا له تارة، ويتضكضك أخرى ويأرب لزبة آتية قيسية وان أور نار قذف نفسه في لهوات وشيحة وعليه وزعقة ابن عمه الفضفاضة، وبيده خطية عليها سنان لهذم فبرز عمرو بن عبد ود القرم الأود والخصم الألد والفارس الأشد على فرس عنجوج كأنه يجر نحره بالخيلوج فضرب بها قوسه وقنع بها نفسه أو نسيتم عمر بن معدي كرب الزبيدي إذ أقبل يجر دلدال درعه مدلا بنفسه قد
(٢٠٧)