وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٠٦
والشهاب الثاقب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع)، والصراط المستقيم (من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا) (1) ثم قال بكلامه: أبصنو رسول الله (ص) تستهزؤون؟ أم بيعسوب الدين تلمزون؟ وأي سبيل بعده تسلكون وأي حزب تدفعون؟ هيهات هيهات برز والله بالسبق، وفاز بالخصل، واستولى على الغاية، وأحرز الخطاب فانحسرت عنه الابصار، وخضعت دونه الرقاب، وقرع ذروة العليا، فكذب من رام من نفسه السعي وقد أعياه الطلب، فأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقال: أقلوا أقلوا لا أبا لكم من اللومة أو سدوا مكان الذي سدوا، أولئك قوم إن بنوا أحسنوا، وإن عاهدوا وفوا، وإن عقدوا شدوا، فأنى يسد ثلمة أخ رسول الله (ص) إذ شفعوا، وشقيقه إذ نسبوا، ونديده إذ قبلوا، وذي قربى كبيرها إذ فتحوا، ومصلى القبلتين إذ انحرفوا، والمشهود له بالايمان إذ كفروا، والمدعو بمبيد المشركين إذ نكلوا، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا، ومستودع الاسرار ساعة الوداع، إلى آخر كلامه (ع).
عن الخليل بن أحمد العروضي قال: حضرت مجلس الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان وقد اسحنفر في سب علي واثغنجر في ثلبه إذ خرج عليه أعرابي على ناقة له وذفراها يسيلان لشدة السير دما، فما رآه الوليد في منظرته قال: إأذنوا لهذا الاعرابي فإني أراه قد قصدنا، فجاء الاعرابي فعقل ناقته بطرف زمامها ثم أذن له فدخل فأورده قصيدة لم يسمع مثلها قط جودة فلما انتهى إلى قوله:
[ولما أن رأيت الدهر آلا * علي ولح في إضعاف حالي] [وفدت إليك أبغي حسن عقبى * أعيل بها خصاصات العيال] [وقائلة إلى من قد أراه * يؤم ومن يرجى للمعالي] * (هامش ص 206) (1) سورة النساء، الآية: 74. *
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 211 212 ... » »»
الفهرست