وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٩٩
ألا تعجبون من ابن عم رسول الله كيف اتبع هواه وغرته دنياه، فترك بيعة الحسن ابن بنت رسول الله وخير الخلق بعدهم، ودخل في حزب هذا الطاغي المنافق، أيها الناس لا يحملنكم ما فعل على الشك في الحق والوقوع في الباطل، فإن الدنيا لها طالب، والأخرى لها طالب، فنسأل الله تعالى بمنه أن يجعلنا وإياكم من الطالبين لما عند الله من الكرامة، والآخرة خير وأبقى.
ثم أمرهم بالصبر والنهوض على العدو، فأجابوه بالطاعة، وقالوا له:
انهض بنا إلى عدونا على اسم الله تعالى، فنزل ونهض بهم، فخرج لهم بسر بن أرطأة، فصاحوا: يا أهل العراق ويحكم هذا أميركم عندنا، وإمامكم الحسن قد دخل في طاعتنا فعلام تقتلون أنفسكم، فقال قيس بن سعد لأصحابه اختاروا إحدى اثنتين إما أن تقاتلوا بلا إمام وإما أن تبايعوا بيعة ضلال، فخرجوا وضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم.
فكتب معاوية إلى قيس بن سعد يدعوه ويعده ويمنيه، فكتب إليه قيس والله لا تلقاني أبدا إلا بيني وبينك الرمح والسيف، فكتب إليه معاوية لما يئس منه:
أما بعد فإنك يهودي ابن يهودي تشقي نفسك وتقتلها فيما ليس لك، فإن ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وعزلك، وإن ظهر أبغضهم إليك نكل بك وقتلك، وقد كان أبوك أوتر غير قوسه، ورمي غير غرضه، فأكثر الحز وأخطأ المفصل، فقتله قومه، وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام.
فكتب إليه قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه:
أما بعد، فإنك وثن ابن وثن، دخلت في الاسلام كرها، فأقمت فيه فرقا، وخرجت منه طوعا، ولم يجعل الله لك فيه نصيبا، لم يقدم إسلامك، ولم يحدث نفاقك، ولم تزل حربا لله ولرسوله، وحزبا من أحزاب المشركين، وعدوا لله ولنبيه والمؤمنين من عباده، وذكرت أبي، فلعمري ما أوتر إلا قوسه،
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست