كان يقضي فترة من سنته في بيروت في منطقة الشياح، وقد ربى هناك جيلا من المؤمنين.
وأما السيد عبد الحسين نور الدين النباطي، فهو من الفضلاء المعروفين في عصره في جبل عامل، ولم أره بل عاصرت في النجف ابنه العلامة السيد عبد الكريم، وكان مثالا للهدوء والتقوى والسلامة.. وأسرتهم أسرة نور الدين، من أحفاد السيد محمد صاحب المدارك أعلى الله مقامه. ولم يتيسر لي أن أتصل بهم لعلي أجد عندهم بقية مسودات هذا الكتاب الجيد، وقد ضعف أملي بوجود بقية منه ما كتبه الشيخ المهاجر في هامش موضوع المؤاخاة، قال: (وجدت قد سقط من كلام السيد صفحتان، فتشت عليهما، وكتبت إلى بيت السيد في النبطية فلم يعثر عليهما). تغمدهما الله برحمته.
* * ونظرا إلى أن الكتاب وصل إلى المرحوم الشيخ المهاجر مسودة، وجاءت طبعته ضعيفة مملوءة بالأغلاط، فقد رأيت أنه لابد من إصلاح بعض عباراته المغلقة أو غير المفهومة، فأصلحتها بما يطمئن القارئ إلى أنه مقصود الكاتب.. كما ينبغي الإشارة إلى أن المؤلف اعتمد على الطبعة الأولى من كتاب (حياة محمد) التي طبعت سنة 1354 هجرية، وهي نادرة، وقد طبع بعدها بطبعات كثيرة تختلف صفحاتها.. وقد طبقها الشيخ المهاجر على الطبعة الثانية، ومما يسهل الأمر وجود عناوين المواضيع التي تسهل على الباحث أن يجد أصل كلام الدكتور هيكل في فصله الخاص.