موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٠
والشافعي يدلي إلى أبناء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسباب العلم والمحبة، وقد تتلمذ عليه أحمد ابن حنبل سنوات عشرة، فهؤلاء أئمة أهل السنة الأربعة تلاميذ مباشرون وغير مباشرين للإمام الصادق (عليه السلام).
والإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقف شامخا في فقه أهل البيت، فهو في الفقه إمام، وفي حياته للمسلمين إمام، والمسلمون ليومنا هذا يلتمسون في كنوزهم الذاتية المصادر الأصيلة للنهضة العلمية الصحيحة غير مختلطة ولا مستوردة.
والإمام الصادق هو الإمام الوحيد من " أهل البيت " الذي أتيحت له الفرصة لبث علومه، وإمامته دامت أكثر من ثلث قرن، تمخض فيها للعلم مجلسه دون منازع، ولم يمد عينه إلى السلطة التي في أيدي الحكام الغاصبين، وبهذا التخصص والتفرغ علم الأجيال الصاعدة وسلم فطاحل علمائها مفاتيح العلم النبوي الشريف، ومنه بدأ التأصيل لمنهج علمي واضح المعالم للفكر الإسلامي، نقلته أمم الغرب بعده فبلغت به مبالغها الحالية.
ومن الذين عملوا بين يديه: تلميذه (جابر بن حيان)، أول كيميائي، ثم أخذت منه (أوروبا الحديثة) وتبعت منهجه القويم وهو (منهج التجربة والاستخلاص) وتحكيم العقل مع النزاهة العلمية.
فالإمام الصادق هو فاتح العالم الفكري الجديد، بالمنهج العقلائي والتجريبي.
والإمام الصادق هو الإمام الوحيد في التأريخ الإسلامي، والعالم الوحيد في التأريخ العالمي، الذي قامت على أسس مبادئه الدينية والفقهية والاجتماعية والاقتصادية دول العالم.
ولعلك تذكر أكبر دولة عرفها التأريخ (الدولة الفاطمية) التي قامت في مصر
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»