موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٣١
وامتد سلطانها من المحيط الأطلسي إلى برزخ السويس، ولولا هزيمة جيوشها أمام الغازين لخفقت ألويتها على جبال هملايا في وسط آسيا.
والعالم كله مدين لها، إن المسلمين يدينون لها بالجامع الأزهر، الذي أسسه (الفاطميون) والذي حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واللغة العربية وعلومها كافة من الضياع في تلك البلاد، كما يدينون لتعاليم الإمام (عليه السلام) بقيادة دولة إسلامية كبيرة مثل إيران، ومجمع عظيم بالعراق، ومعاهد علمية عريقة يتصدرها النجف الأشرف، وشعوب قوية في الهند وباكستان وأفغانستان واليمن ووسط آسيا وسوريا ولبنان وشعوب كثيرة منتشرة في العالم كافة، يدينون بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وفي طليعتهم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الذي علم بالمواقف التي وقفها قدر ما علم بالمبادئ التي أرساها.
المدرسة الكبرى:
أخذ جمع غفير من فطاحل العلماء من مختلف مذاهبهم ونحلهم، لا سيما الثقات من الشيعة الإمامية، الأصول والفروع عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ورووا ذلك لطلابهم ومن أخذ منهم على سبيل التواتر القطعي، وروى هؤلاء لمن خلفوهم قرنا بعد قرن.
فالإمام الصادق (عليه السلام) يروي علم آبائه من قبله، ويروي الأئمة من أبنائه علمه من بعده، كما يروي تلامذته، فهو الحلقة التي تتوسط السلسلة، أو العروة الوثقى بين ما كتب آباؤه وبين ما كتب بعده الأئمة الطاهرون من أبنائه، وكتب رواته الثقات من أصحابه وتلاميذه.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»