موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٤
كما كلم جبرئيل أم موسى - في قوله سبحانه وتعالى: (وأوحينا إلى أم موسى...) -، وكذلك كلم السيدة مريم بنت عمران لما جاءها المخاض، وكان جبرئيل يكلم الخضر وهو ليس بنبي... الخ.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحث على تدوين الحديث، فقد روى الصدوق عليه الرحمة في " الأمالي ": أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا بينه وبين النار ".
قال المستشار الجندي في كتابه " الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) " (طبعة مصر، الصفحة 25)، ما لفظه: " منع عمر بن الخطاب تدوين الحديث الشريف، مخافة أن يخلط القرآن بشيء، وبهذا أبطأ التدوين عند علماء أهل السنة قرنا بتمامه، وانفتحت أبواب الجرح والتعديل والوضع والضياع، أما الإمام علي (عليه السلام) فقد دون أول يوم مات فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما سمعه منه من الأحاديث والسنن، ولعله ما دون صار مرجع الصحابة بما فيهم عمر ". وتبع الإمام علي (عليه السلام) شيعته في التدوين.
وهذا الاتجاه العلمي للتدوين، يؤازره اتجاه ديني فقهي، وسياسي، واقتصادي لتوزيع الحقوق.
أخرج الحاكم في تأريخه، بالإسناد إلى أبي بكر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " من كتب علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي العلم أو الحديث ".
وعزم أبو بكر أيام خلافته على تدوين الحديث، فجمع خمسمائة حديثا، فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: " أي بنية، هاتي التي عندك "، فجئت بها فأحرقها.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»