موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٤
نهاية أمرهم أن أمر المنصور بهدم السجن عليهم فمات من بقي منهم تحت الركام.
وقد روى جميع المؤرخين حديث الخزانة التي أوصى بها للمهدي ودفع مفتاحها إلى ريطة زوجة المهدي وأوصاها أن لا تدفعها لغيره عندما تتأكد من موته، وكانت ريطة تظن بأن محتوياتها من المجوهرات والنفائس والأموال.
وحدث الطبري في تأريخه أن المنصور لما عزم على الحج دعا ريطة بنت أبي العباس زوجة المهدي، وكان زوجها غائبا عندما عزم المنصور على السفر إلى الحجاز، وأوصاها بما أراد وعهد إليها ثم دفع لها مفاتيح الخزائن وأخذ عليها العهود والمواثيق أن لا تفتح الخزائن ولا تطلع عليها غير المهدي، كما أكد عليها أن لا تطلع هي عليها إلا بعد أن تتأكد من موته، فإذا تأكدت تجتمع مع المهدي ويفتحانها معا، ولما رجع المهدي إلى مدينة السلام - بغداد - دفعت إليه المفاتيح وأخبرته بما أوصاها به المنصور، فلما انتهى إليه نبأ وفاته وتولى الخلافة فتح الخزائن بحضور زوجته، فوجد فيها جماعة من قتلى الطالبيين وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم وفيهم أطفال ورجال شباب وشيوخ وهم عدد كبير، فلما رأى ذلك ارتاع وتغير وأمر أن تحفر لهم حفيرة كبيرة فحفروا لهم ودفنوهم بها.
وأظن أن المنصور بوصيته الصامتة هذه إلى خليفته المهدي أراد أن يقول له:
إذا أردت الملك فاحذر آل علي وعاملهم بمثل ذلك، ولعله احتفظ بتلك الجثث الزواكي وأوصى بتسليمها إليه ليشجعه على اختيار أسلوب العنف والقسوة في سياسته.
وفي كتاب الدلائل للحميري (رحمه الله) عن زرارة بن مسلم (رحمه الله) مولى خالد ابن عبد الله القسري، قال: إن المنصور قال لحاجبه: إذا دخل علي جعفر بن محمد فاقتله قبل أن يصل إلي، فدخل أبو عبد الله (عليه السلام) وجلس، فأرسل إلى الحاجب
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»