موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٩
فنحن أهله، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك أولى به، ثم التفت إلى الناس وقال:
ألا أنبئكم بأخف الناس ميزانا وأبينهم خسرانا يوم القيامة، ألا وإن من أخف الناس ميزانا وأسوأهم حالا من باع آخرته بدنيا غيره، وهو هذا الفاسق، فسكت الوالي وخرج من المسجد مذموما مدحورا.
ولما كان داود بن علي واليا على المدينة بالغ في إيذاء العلويين وتتبع أنصارهم وطلب من المعلى بن خنيس أن يخبره بحالهم فامتنع المعلى فهدده بالقتل وأصر على امتناعه، فأمر داود بن علي السيرافي قائد شرطته بقتله، ولما بلغ الإمام الصادق ما جرى على المعلى تأسف عليه واشتد به الغضب ومضى بنفسه إلى مقر الوالي ولم يكن ذلك من عادته فقال له: لقد قتلت مولاي وأخذت مالي، أما علمت أن الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الضيم؟ ودار بين الإمام والوالي جدال عنيف حول هذا الأمر كان الوالي يحاول أن يتنصل من مسؤولية ما جرى ويحملها السيرافي، وترك لأولياء الدم أن يقتصوا من القاتل، ولما أخذ ليقتل صرخ بأعلى صوته: يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثم يتهربون من مسؤولية ذلك ويأمرون بقتلي.
وفي رواية: أنه (عليه السلام) حينما بلغه قتل المعلى بن خنيس، دخل إلى داره، ولم يزل ليله كله قائما إلى الصباح، ولما كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته: " يا ذا القوة القوية، ويا ذا المحال الشديد، ويا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل، اكفنا هذا الطاغية، وانتقم لنا منه " فما كان إلا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل. وقيل: مات داود بن علي فجأة.
ابن شهرآشوب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر: أن المنصور الدوانيقي قد كان هم بقتل أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) غير مرة، فكان إذا بعث إليه
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»