موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢١٦
كبده قطعا قطعا حتى قضى نحبه ولقي ربه شهيدا مظلوما، فلما مات (عليه السلام) تزعزعت المدينة بسكانها، وخرجت المخدرات من خدورها وأوطانها، ناشرات للشعور، هاتكات للستور، شاقات للجيوب، خامشات للوجوه، لاطمات للخدود، خادشات للنواصي والعيون، كل تنادي: وا إماماه، وا جعفراه، وا سيداه، وخرج المساكين والأيتام ينادون: وا ضيعتاه، وا محنتاه، وا قلة ناصراه.
وبكاه ابنه موسى الكاظم (عليه السلام) قائلا: يا أبتاه، من [لنا] بعدك، وا طول حزناه، وا حسرتاه من بعدك يا أبتاه، وا انقطاع ظهراه. وقد نص على ابنه موسى ابن جعفر وأسر إليه تلك الوصاية وأظهرها وأشهد عليها جملة من الأوصياء والأعداء، فقام موسى (عليه السلام) في جهاز أبيه (عليه السلام) فغسله وحنطه كما أمره وكفنه وعيناه تهملان دموعا، وحمل جنازته (عليه السلام) إلى البقيع ودفنه جوار أبيه وعمه (عليهم السلام).
وقد روي أنه لما حملت جنازته ورفع سريره رثاه أبو هريرة الأبار (1) في تلك الحال فأنشأ يقول:
أقول وقد راحوا به يحملونه * على كاهل من حامليه وعاتق أتدرون من ذا تحملون على الثرى * ثبير ثوى من رأس علياء شاهق غداة حثا الحاثون فوق ضريحه * ترابا وأولى كان فوق المرافق فيا صادق بن الصادقين ألية * بآبائك الأطهار حلفة صادق

(١) عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت المتقين، في معالم العلماء: ١٤٠، وذكره المرحوم السماوي في الطليعة، والسيد الأمين في أعيان الشيعة، ووصفه السماوي بالعجلي أيضا، وقال: كان راوية شاعرا فاسقا، لقي الباقر والصادق (عليهما السلام)، وكان يسكن البصرة.
أنظر بحار الأنوار ٤٧: ٣٣٢.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»