موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٠
وبعد أن زال عهد الأمويين وانتقلت السلطة إلى أخيه السفاح ثم إليه، استدعى الإمام (عليه السلام) وأحضر ولده المهدي، وقال له: يا أبا عبد الله، حديث كنت حدثتنيه في صلة الرحم، أعده علي ليسمعه ولدي المهدي. قال الإمام (عليه السلام):
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز وجل ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنه فيصيرها الله ثلاث سنين، ثم تلا قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب). فقال المنصور:
هذا حسن يا أبا عبد الله، وليس إياه أردت.
فقال أبو عبد الله: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده علي (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيار، فقال المنصور: هذا حسن ولكني أردت غيره.
فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: صلة الرحم تهون الحساب، فقال المنصور: هذا هو الذي أردت.
تقرب المنصور من الإمام (عليه السلام) كان بهدف مصانعة العلويين لحين القضاء على خصومه من بني أمية.
من هذه الرواية وغيرها يظهر أن المنصور كان على صلة بالإمام ويستمع إلى أحاديثه، ولم يكن لديه ما يوجب قطيعته وجفاؤه، وبعد أن أصبحت الدنيا طوع إرادته وانقرض عهد أعدائه الأمويين لم يعد يخشى غير العلويين الذين كان يطالب بحقهم بالأمس ويدعو الناس لمقاومة الأمويين بإظهار مظلوميتهم، وبعد أن استتب له الأمر أصبح لا يخشى سواهم وتصور أن وجود الإمام جعفر
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»