موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٠١
ابن محمد يشكل خطرا على عرشه وعلى أسرته بكاملها فحاول أكثر من مرة أن يفتك به - قائف هذا الشجى المعترض في حلقي، يعني الإمام الصادق (عليه السلام):
ولكن مشيئة الله كانت تحول بينه وبين ما يريد.
وجاء في بعض المرويات عن الربيع حاجب المنصور أنه قال: لما استقرت الخلافة لأبي جعفر المنصور واستتبت له الأمور قال لي: يا ربيع ابعث إلى جعفر ابن محمد وائتني به، فذهبت إليه وقلت: يا أبا عبد الله، أجب أمير المؤمنين.
فقام معي، فلما دنونا من الباب جعل الإمام الصادق يحرك شفتيه ويتكلم بكلام لم أفهمه، ثم دخل على المنصور وسلم عليه فلم يرد السلام ورفع رأسه إلى الإمام وقال: يا جعفر، أنت الذي تؤلب علي الناس وتحرضهم على الثورة، فأنكر عليه الإمام وتنصل من القيام بأي عمل ضده، فسكن غضبه وقال: إجلس يا أبا عبد الله، ودعا بمسك وجعل يدهن الإمام بيده والمسك يقطر من بين أنامله، ثم اعتذر إليه وقال: انصرف يا أبا عبد الله إن شئت، وأمرني أن أضاعف له الجائزة. ومضى الربيع يقول: فخرجت مع أبي عبد الله وقلت له: شهدت ما لم تشهد يا ابن رسول الله وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت عليه وهو حاقد عليك، ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك عليه، فما أسرع ما تغير موقفه منك!
فقال الإمام (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا حزنه أمر دعا بدعاء الفرج فيكشف الله ما به من هم وسوء، وأنا حينما استدعاني علمت بأنه يريد بي السوء، وقد كفاني الله شره ببركة هذا الدعاء.
وفي رواية أخرى عن الربيع أيضا: أن المنصور أرسل إلى الإمام الصادق (عليه السلام) من يأتيه به لشيء بلغه عنه، فلما دنا الصادق من باب المنصور خرج إليه الحاجب وقال: أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار يا أبا عبد الله،
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»