موقف الإمام (عليه السلام) من الحكم الجائر لقد حدد الإمام الصادق (عليه السلام) موقفه من الحكمين الأموي والعباسي، فاعتبر أن الحكام الأمويين والعباسيين ظلمة لا يجوز التعامل معهم، ولذلك ابتعد عن كل عمل يتصل بشؤون الدولة، وأمر أصحابه بتجنب هؤلاء الحكام وعدم الاتصال بهم. يقول: " ما أحب أني عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء... إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار، حتى يحكم الله بين العباد " (1). وقد كان نهيه ذلك لأصحابه لكي لا يتأثروا وينحرفوا عن جادة الحق فيمقتهم الله وينزع البركة منهم. قال: " اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع، وقووه بالتقية والاستغناء بالله عز وجل.
إنه من خضع لصاحب سلطان ولم يخالفه على دينه طلبا لما في يده من دنياه أخمله الله عز وجل ومقته ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إليه منه شيء نزع الله عز وجل البركة منه ولم يأجره على شيء ينفقه في حج ولا عتق ولا بر " (2). فالرعية التي تتولى الإمام الجائر تخرج بولايتها من نور الإسلام.
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يرى أن من سلامة الدين عدم التقرب إلى الحكام الظلمة والابتعاد عنهم. ولكنه رغم مواقفه هذه من السلطان، كان يشترط في بعض الحالات الاستثنائية على من يريد العمل مع السلطان أن لا يدع للسلطان مجالا للتأثير عليه في حكمه أو قضائه أو عمله، لأن الغاية من العمل هي رضا الله