موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٩١
يزيد حسينا (عليه السلام) سلبه الله ملكه، فورثه آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه، فورثه مروان بن محمد، فلما قتل مروان إبراهيم الإمام سلبه الله ملكه فأعطاكموه "، فقال المنصور: صدقت (1).
وقال المنصور يوما للإمام الصادق (عليه السلام) وقد وقع على المنصور ذباب فذبه عنه، ثم وقع عليه فذبه عنه، ثم وقع عليه فذبه عنه، فقال: يا أبا عبد الله، لأي شيء خلق الله الذباب؟ فقال: " ليذل به الجبارين " (2).
كما أن مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) مع ولاة المنصور لم تكن أقل شدة من مواقفه مع المنصور نفسه. فلما ولي المدينة شعبة بن عضال من قبل المنصور، رقي المنبر في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة فسب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ونال منه، فلم يجسر أحد من الناس أن ينطق بحرف، فقام إليه رجل فحمد الله وصلى على النبي وآله ثم قال: أما ما قلت من خير فنحن أهله، وأما ما قلت من سوء فأنت وصاحبك به أولى، فاختبر يا من ركب غير راحلته، وأكل غير زاده، إرجع مأزورا، ثم أقبل على الناس فقال: ألا أنبؤكم بأخلى الناس ميزانا يوم القيامة وأبينهم خسرانا، من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا الفاسق.
فأسكت الناس، وخرج الوالي من المسجد ولم ينطق بحرف، يقول عبد الله ابن سليمان التميمي: فسألت عن الرجل فقيل لي: هذا جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (3).

(١) الكليني؛ أصول الكافي ٢: ٥٦٣.
(٢) الصدوق؛ علل الشرائع: ٤٩٦. وابن شهرآشوب؛ مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٥١.
(٣) المجلسي؛ بحار الأنوار ١١: ١٦٥.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»