موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٨٧
من أنه " حبر الدهر وناموسه، وحجة المعبود وترجمانه، وعيبة علمه، وميزان قسطه، ومصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى النور، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حده في الدنيا عملا، ولا يرفع له يوم القيامة وزنا ".
ثم قال له: فنسبوك إلى غير حدك، وقالوا فيك ما ليس فيك.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): " أنا فرع من فروع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة، وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر ".
فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال: " هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه ولا يبلغ عمقه، يحار فيه العلماء، ويغرق فيه السبحاء، ويضيق بالسابح عرض الفضاء، هذا الشجا المعترض في حلوق الخلفاء، الذي لا يجوز نفيه، ولا يحل قتله، ولولا ما يجمعني وإياه شجرة طاب أصلها، وبسق فرعها، وعذب ثمرها، وبوركت في الذر وقدست في الزبر، لكان مني إليه ما لا يحمد في العواقب، لما يبلغني من شدة عيبه لنا وسوء القول فينا... " (1).
ويستنبط من هذا الموقف عدة أمور منها:
1 - أن المنصور يريد أن لا يظهر الإمام الصادق (عليه السلام) بمظهر الإمامة، لأن العباسيين وصلوا إلى الحكم باسم الإمامة والخلافة، وإظهار دعوة أهل البيت (2). وهو يعلم أن الإمام الصادق لن يجابهه بالرد حذر سطوته.

(١) أمالي الصدوق: ٤٩٠ و ٤٩١. والمجلسي؛ بحار الأنوار ١١: ١٦٧ و ١٦٨.
(٢) تأريخ الطبري ٧: ٤٢٥ - ٤٣١. والدينوري؛ الأخبار الطوال: ٣٧٨. والمقدسي؛ البدء والتأريخ 6: 59. والشهرستاني؛ الملل والنحل 1: 51.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»