موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٤٤
وأوصى فيهم شيئا لا أراك ترضى به أنت ولا أصحابك إذ جعلتها شورى بين جميع المسلمين.
قال: وما صنع؟
قال (عليه السلام): أمر صهيبا (1) أن يصلي بالناس ثلاثة أيام وأن يشاور أولئك الستة ليس معهم أحد إلا ابن عمر [يشاورونه] وليس له من الأمر شيء، وأوصى من بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا أو يبايعوا [رجلا] أن يضربوا أعناق أولئك الستة جميعا، فإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضربوا أعناق [أولئك] الاثنين، أفترضون بهذا أنتم فيما تجعلون من الشورى في جماعة من المسلمين؟
قالوا: لا.
ثم قال (عليه السلام): يا عمرو! دع ذا، أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثم اجتمعت لكم الأمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضتم إلى المشركين الذين لا يسلمون ولا يؤدون الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون [فيه] بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المشركين في حروبه؟
قال: نعم.
قال (عليه السلام): فتصنع ماذا؟ قال: ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية.
قال (عليه السلام): وإن كانوا مجوسا ليسوا بأهل الكتاب؟ قال: سواء.
[قال (عليه السلام): وإن كانوا مشركي العرب وعبدة الأوثان؟ قال: سواء].

(1) صهيب بن سنان الرومي: صحابي توفي سنة ثمان وثلاثين، ودفن بالبقيع. الاستيعاب.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»