موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٤١
إذا غضب. وكان كثير النكاح والطلاق، يقال إنه تزوج ثلاثا وستين امرأة غير الإماء، وكان لجوجا، كثير الأكل، وكان يغلب عليه اللحن.
وهو الذي بنى جامع دمشق، والذي عرف بالجامع الأموي، وأنفق على ذلك أربعمائة صندوق من الذهب، وفي كل صندوق أربعة عشر ألف دينار، وقيل:
كان في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار. وقد لامه الناس على ذلك وإنه أنفق مال بيت المسلمين فخطبهم وقال: إنما هذا كله من مالي!!
لأن الأمويين يعدون الأموال التي تجبى لهم هي ملكهم يتصرفون بها كيف شاءوا. كما إنه زاد في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزخرفه ونمقه ورصعه بالفسيفساء وهي الفص المذهب، وأدخل فيه حجر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر المنازل التي حوله، فقال له خبيب بن عبد الله بن الزبير: أنشدك الله أن تهدم آية من كتاب الله: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) (1)، فأمر الوليد بضربه، فضرب حتى مات!!
وفي أيامه قضى الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) مسموما وذلك في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 95 ه‍، وكان الوليد هو الذي دس إليه السم، ويقال: إن هشام بن عبد الملك هو الذي دس إليه السم بأمر من الوليد (2).
وقد مات الوليد في السنة الثانية 96 ه‍ في النصف من جمادى الآخرة أو الأولى.

(1) سورة الحجرات (49)، الآية 4.
(2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 1: 113 - 115.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»