موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٤٨
ووجد في سجن الحجاج ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم، وثلاثين ألف امرأة، وسجن يزيد بن مسلم كاتب الحجاج، وأدخل عليه وهو مكبل في الحديد فلما رآه سليمان ازدراه فقال: ما رأيت كاليوم قط، لعن الله رجلا أجرك رسنه وحكمك في أمره.
فقال له يزيد: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنك رأيتني والأمر عني مدبر وعليك مقبل.
ثم قال سليمان: عزمت عليك لتخبرني عن الحجاج ما ظنك به؟ أتراه يهوي بعد في جهنم أم قد استقر؟
قال: لا تقل هذا في الحجاج، فقد بذل لكم نصحه، وأحقن دونكم دمه، وآمن وليكم، وأخاف عدوكم، وإنه يوم القيامة لعن يمين أبيك عبد الملك، ويسار أخيك الوليد، فاجعله حيث شئت.
فقال سليمان: أخرج عني إلى لعنة الله.
وكان سليمان يأخذ برأي عمر بن عبد العزيز في بعض أموره يستشيره فيها.
وقال له: إنه قد ولينا ما ترى، وليس لنا علم بتدبيره، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به فليكتب.
فكان رد الصلاة إلى ميقاتها، بعد أن كانوا يؤخرونها إلى آخر وقتها.
وقد أجمع المؤرخون على شدة نهم سليمان وإنه يأكل كثيرا يجوز المقدار.
وقال بعضهم: كان يأكل مائة رطل، وغير ذلك مما ذكروه.
وكان يلبس الثياب الرقاق، وثياب الوشي، ولبس الناس جميعا الوشي جبابا وأردية وسراويل وعمائم وقلانس، وألبس جميع أهله وحاشيته الوشي، حتى الطباخين، وأمر أن يكفن فيه، وكان مجحفا في جباية الأموال.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»