موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣٣
وجعفر الصادق وموسى بن جعفر وعلي بن موسى (1) ومحمد الجواد (2) والإمام الهادي والإمام الحسن العسكري (عليهم السلام).
وهكذا كانت هذه الفترة فترة مقاطعة وعدم استجابة للحكام أو أي تعاون معهم... وقد عانى أهل البيت (عليهم السلام) من الحكام الأذى والمطاردة والمراقبة والسجن والتشريد والضغط والإرهاب، سنعرض جانبا منها.
ولنضرب مثلا لتلك المقاطعة، موقف الإمام الصادق (عليه السلام) من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الذي عرف بقسوته وسفكه للدماء وظلمه لذرية الإمام علي (عليه السلام). فقد ذكر المؤرخون أن المنصور كتب إلى الإمام الصادق (عليه السلام) كتابا يطلب منه مصاحبته ويحاول جعله من علماء السلطة، فرفض الإمام (عليه السلام) رغم الإرهاب وقساوة الظروف، ورد على المنصور ردا حاسما.
جاء في كتاب المنصور:
" ولم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟ فكتب إليه الصادق (عليه السلام): ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنئك، ولا نراها نقمة فنعزيك. فكتب إليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا، فأجاب

(1) قاطع الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) الحكام في عصره، إلا أنه لظروف خاصة قبل ولاية عهد المأمون وبشروط وتحفظات تحفظ للإمام بعده عن سوء التصرف وسوء استعمال السلطة والتسلط الظالم.
(2) أما الإمام الجواد (عليه السلام) فلم تطل فترة حياته، وزوجه الخليفة المأمون ابنته، وحاول تكوين علاقة معه لاستمالة الرأي العام الموالي لأهل البيت (عليهم السلام)، ومع ذلك فإن الإمام الجواد لم يساهم في شيء، ولم يعن المأمون أو يتعاون معه.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»