موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٤٠
إدارة شؤون الأمة الإسلامية، فهل للأمة اختيار في الانتخاب أم إنها مرغمة ليس لها أي رأي؟! ولا يحق لها الاعتراض على شيء من ذلك، والمعارض يقتل!!
فهل تصح مثل هذه البيعة التي سن نظامها العهد الأموي؟ وهل يصح أن يسمى من يفوز بمثل هذا التعيين الإجباري بأمير المؤمنين ويكتب ذلك بحروف بارزة؟!!
أنا لا أدري، ولعل هناك من يدري، وإلى القارئ النبيه الحكم.
وكان عبد الملك يبتعد عن دماء بني هاشم لا تدينا ولكنه رأى عاقبة آل أبي سفيان السيئة من وراء ذلك، كما يشير بكتابه للحجاج بن يوسف في عدم التعرض لهم، ومع هذا فقد حمل الإمام زين العابدين (عليه السلام) مقيدا من المدينة إلى الشام، كما حدث الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء (1). ولا يسعنا التوسع في البحث عن عبد الملك وأعماله وسوء سيرة عماله في الرعية (2).
2 - الوليد بن عبد الملك:
ولي الأمر بعد أبيه يوم الخميس في النصف من شوال سنة 86 ه‍ وهو اليوم الذي مات فيه عبد الملك. وكان الوليد ولي عهده. وبقي واليا إلى أن مات يوم السبت في النصف من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين. وكانت مدة ولايته تسع سنين وسبعة أشهر وله ست وأربعون سنة. وأمه ولادة بنت العباس بن جزء ابن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي. وكان الوليد له سطوة شديدة لا يتوقف

(1) حلية الأولياء 3: 135.
(2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 1: 109 - 113.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»