موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣٩
ما اجتمع فحلان في شول قط إلا أخرج أحدهما صاحبه.
وكان قتله لعمرو بن سعيد غدرا لأنه آمنه وحلف له وجعله ولي عهده من بعده.
وكان عبد الملك له إقدام على سفك الدماء، ولما قالت له أم الدرداء:
بلغني أنك شربت الطلى بعد العبادة والنسك!!
فقال: أي والله، والدماء أيضا شربتها.
وكانت أول بادرة صدرت منه وتعتبر منهاجا لسيرته أنه نهى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا ضربت عنقه.
وهو الذي حمل الحجاج بن يوسف على رقاب المسلمين عندما ولاه على الحجاز والعراق.
وسئل الحسن البصري عن عبد الملك بن مروان فقال: ما أقول في رجل، الحجاج سيئة من سيئاته.
ولما حضرته الوفاة أوصى ولده الوليد في أخذ البيعة له بالسيف، وقال وهو في آخر ساعة من الدنيا: يا وليد، حضر الوداع وذهب الخداع وحل القضاء، فبكى الوليد.
فقال له عبد الملك: لا تعصر عينيك كما تعصر الأمة الوكاء، إذا أنا مت فغسلني وكفني وصل علي وأسلمني إلى عمر بن عبد العزيز يدليني في حفرتي، واخرج أنت إلى الناس والبس لهم جلد نمر، واقعد على المنبر، وادع الناس إلى بيعتك، فمن مال بوجهه كذا فقل له بالسيف كذا، وتنكر للصديق والقريب، واسمع للبعيد، وأوصيك بالحجاج خيرا.
وبهذا نأخذ صورة عن كيفية أخذ البيعة من الناس لخليفة جديد، يتولى
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»