موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٤٩
فمن ذلك أنه كتب إلى عامله على خراج مصر - وهو أسامة بن زيد التنوخي -: إحلب الدر حتى ينقطع، واحلب الدم حتى ينصرم.
قال الكندي: فذلك أول شدة دخلت على أهل مصر.
وقد أعجب سليمان بفعل أسامة وقال: هذا أسامة لا يرتشي دينارا ولا درهما.
فقال له عمر بن عبد العزيز: أنا أدلك على من هو شر من أسامة ولا يرتشي دينارا ولا درهما.
فقال سليمان: ومن هو؟
قال: هو عدو الله إبليس. فغضب سليمان وقام من مجلسه.
وقدم أسامة على سليمان بما اجتمع عنده من الخراج وقال: يا أمير المؤمنين، إني ما جئتك حتى نهكت الرعية وجهدت، فإن رأيت أن ترفق بها وترفه عليها وتخفف من خراجها ما تقوى به على عمارة بلادها فافعل، فإنه يستدرك ذلك في العام المقبل.
فقال له سليمان: هبلتك أمك، إحلب الدر فإذا انقطع فاحلب الدم.
وغضب سليمان على أعظم قائد فتح الفتوحات العظيمة في بلاد المغرب وهو موسى بن نصير، وكان من رجالات الكوفة العسكريين، وزهادها المؤمنين!
ممن عرف بولائه لأهل البيت (عليهم السلام) واستقامته، ولعل من هذا كان سخط سليمان عليه بعد تلك الأعمال الجليلة والفتوحات العظيمة كما هو مشهور.
وقد أهمل كثير من المؤرخين عظيم بلائه وجهاده في نشر الإسلام واتساع رقعته، وأشادوا بذكر مولاه طارق بن زياد الذي كان تحت إمرته ويسير على مخططاته العسكرية.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»