موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٢٥
فقال الزنديق: ولعل ذلك، فقال الإمام (عليه السلام): أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم، ولا حجة للجاهل، يا أخا أهل مصر تفهم عني فإنا لا نشك في الله أبدا، أما ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان إلا مكانهما، فإن كانا يقدران على أن يذهبا فلم يرجعان؟ وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا والنهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما، والذي اضطرهما أحكم منهما وأكبر.
فقال الزنديق: صدقت.
ثم قال الإمام (عليه السلام): يا أخا أهل مصر، إن الذي تذهبون إليه وتظنون من الدهر، إن كان الدهر يذهب بهم فلم لا يردهم؟ وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ القوم مضطرون يا أخا أهل مصر، ألم ترى السماء مرفوعة والأرض موضوعة؟ لم لا تسقط السماء على الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق ما تحتها؟
أمسكها والله خالقها ومدبرها، قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما، سيدهما، خالقهما، مدبرهما.
قال: فآمن الزنديق على يدي الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فقال حمران ابن أعين (1): جعلت فداك، إن آمنت الزنادقة على يدك فقد آمن الكفار على يد أبيك.
فقال المؤمن الذي كان زنديقا للإمام: اجعلني من تلامذتك، فقال الإمام:
يا هشام بن الحكم، خذه إليك. فعلمه هشام، وأصبح المؤمن الجديد، معلم أهل الشام وأهل مصر الإيمان، وهكذا الهداية حلت بقلبه، وحسنت طهارته

(1) وهو أخ زرارة بن أعين الشيباني ومن خاصة أصحاب الإمامين الصادقين (عليهما السلام).
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»