وأوصى أولاده مؤكدا ألا يقصروا في اتباعه والسير وراءه (1)، وقال لهم: " فإنه والله على الحق، ومن خالفه على الباطل ". ثم توفي بعد سبعة أيام مضت على ذلك (2). وقيل: توفي بعد أربعين يوما (3).
6472 - الإمام علي (عليه السلام) - في كتابه إلى حذيفة بن اليمان -: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان، سلام عليك.
أما بعد؛ فإني قد وليتك ما كنت تليه لمن كان قبلي من حرف المدائن، وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرستاق وجباية أهل الذمة، فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممن ترضى دينه وأمانته، واستعن بهم على أعمالك؛ فإن ذلك أعز لك ولوليك، وأكبت لعدوك.
وإني آمرك بتقوى الله وطاعته في السر والعلانية، وأحذرك عقابه في المغيب والمشهد، وأتقدم إليك بالإحسان إلى المحسن، والشدة على المعاند، وآمرك بالرفق في أمورك، واللين والعدل على رعيتك؛ فإنك مسؤول عن ذلك، وإنصاف المظلوم، والعفو عن الناس، وحسن السيرة ما استطعت، فالله يجزي المحسنين.
وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة، ولا تتجاوز ما قدمت به إليك، ولا تدع منه شيئا، ولا تبتدع فيه أمرا، ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل.
واخفض لرعيتك جناحك، وواس بينهم في مجلسك، وليكن القريب والبعيد عندك في الحق سواء، واحكم بين الناس بالحق، وأقم فيهم بالقسط، ولا تتبع