عليه، ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يصل الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلى، وقال: الحمد لله، ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله...
وبلغ عائشة ما صنع بعمار، فغضبت وأخرجت شعرا من شعر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثوبا من ثيابه، ونعلا من نعاله، ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم، وهذا شعره وثوبه ونعله ولم يبل بعد! فغضب عثمان غضبا شديدا حتى ما درى ما يقول (1).
6624 - تاريخ اليعقوبي: لما بلغ عثمان وفاة أبي ذر، قال: رحم الله أبا ذر! قال عمار: نعم! رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا، فغلظ ذلك على عثمان.
وبلغ عثمان عن عمار كلام، فأراد أن يسيره أيضا، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب، وسألوه إعانتهم، فقال علي: لا ندع عثمان ورأيه. فجلس عمار في بيته، وبلغ عثمان ما تكلمت به بنو مخزوم، فأمسك عنه (2).
6625 - الكامل في التاريخ: خرج عمار بن ياسر على الناس فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة (3) سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته. وإني لا أعلم اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم عملا هو أرضى لك منه لفعلته.