عجيبة، وفتحها بلا إراقة دم، ومعه أكثر من عشرة آلاف مقاتل (1).
وشهد الإمام علي (عليه السلام) هذا النصر، وكان حضوره فيه لافتا للنظر من وجوه:
1 - كان حاطب بن أبي بلتعة قد كتب إلى قريش كتابا يخبرهم فيه بعزم النبي (صلى الله عليه وآله) على فتح مكة، وأرسله مع إحدى النساء. فاستدعى النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)، وبعثه مع اثنين للقبض على تلك المرأة. ولما لقوها وطلبوا منها دفع الكتاب إليهم أنكرت ذلك أشد إنكار، ففتشوها عدة مرات فلم يجدوا عندها شيئا، ودل تفتيشهم على صحة ما تدعيه. فقال لها الإمام (عليه السلام): والله ما كذبنا رسول الله صلوات الله عليه... والله لتظهرن الكتاب أو لأردن رأسك إلى رسول الله! فاستسلمت المرأة وأخرجته من ضفيرتها، ودفعته إليه (2).
2 - كان سعد بن عبادة يحمل راية الإسلام، وينادي: اليوم يوم الملحمة....
فنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نداء الرحمة والرأفة، وقال: اليوم يوم المرحمة... (3)، ثم دعا عليا (عليه السلام) وأمره أن يرفع الراية مكان سعد (4).