من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٥٨
3 - العنف بمقدار الحاجة جائز إذا لزم.
4 - السلم هو الهدف الأول دائما ولكن لا على حساب إلغاء الحق.
E / في التشاور وتبادل الرأي فزع محمد بن الحنفية إلى الحسين، فجاء يتعثر في خطاه، وهو لا يبصر طريقه من شدة الحزن والأسى، ولما استقر به المجلس أقبل على الحسين قال له بنبرات مشفوعة بالإخلاص والحنو عليه:
" يا أخي فدتك نفسي، أنت أحب الناس إلي، وأعزهم علي، ولست والله أدخر النصيحة لأحد من الخلق، وليس أحد أحق بها منك فإنك كنفسي وروحي، وكبير أهل بيتي، ومن عليه اعتمادي، وطاعته في عنقي لأن الله تبارك وتعالى قد شرفك وجعلك من سادات أهل الجنة واني أريد أن أشير عليك برأيي فاقبله مني.. ".
لقد عبر محمد بهذا الحديث الرقيق عن عواطفه الفياضة المترعة بالولاء والإكبار لأخيه - الحسين - وأقبل عليه الإمام الحسين فاسحا أمامه جو النصيحة بكل إخلاص وإصغاء. فقال له محمد بن حنفية:
" أشير عليك أن تتنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم إبعث برسلك إلى الناس، فان بايعوك حمدت الله على ذلك وان اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولم تذهب مروءتك ولا فضلك، واني أخاف عليك أن تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم فطائفة معك واخرى عليك، فيقتتلون فتكون لأول الأسنة غرضا، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا ".
وبادر الإمام الحسين فقال له: " أين أذهب؟ ".
فقال محمد بن حنفية: " تنزل مكة فإن اطمأنت بك الدار، وإلا لحقت بالرمال، وشعب الجبال، وخرجت من بلد إلى آخر حتى ننظر ما يصير إليه أمر الناس، فإنك أصوب ما تكون رأيا وأحزمهم عملا، حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور أبدا أشكل عليك منها حتى تستدبرها استدبارا ".
لم يقتنع الإمام بهذا الاقتراح طبعا...
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»