من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٥٤
أبي سفيان، وأنى له أن يعقل وهو لم يتعلم عبادة الله التي قد تعلمها الحسين بن علي (عليهما السلام) الذي كان من دعائه: " اللهم أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل التقوى، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذر أهل الخشية، وطلب أهل العلم، وزينة أهل الورع، وحذر أهل الجزع، حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل لطاعتك عملا أستحق به كرامتك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا لك، وحتى أخلص في النصيحة حبي لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النور، سبحان الله العظيم. " (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - يمكنك أن تقول كلمتك الرشيدة بالكناية، فإنها أبلغ من التصريح بالقصد في أحيان كثيرة.
2 - العقل أساس التقدم والسعادة والهناء، وعندما تغيب السعادة فإنه يدل على غياب العقل، لأن الأثر يتبع مؤثره.
E / في الإباء والشجاعة امتنعت يثرب من البيعة ليزيد، وأعلن زعماؤها وعلى رأسهم سبط النبي المصطفى الإمام الحسين (عليه السلام) رفضهم القاطع للبيعة مع يزيد السافل، ورفعت السلطة المحلية تقريرها إلى معاوية، فرأى أن يسافر إلى يثرب ليتولى بنفسه إقناع المعارضين، فإن أبوا أجبرهم على ذلك، واتجه معاوية إلى يثرب في موكب رسمي تحوطه قوة هائلة من الجيش، ولما إنتهى إليها إستقبله أعضاء المعارضة - الجبناء - فجفاهم وهددهم، لأنه يعرف خواءهم، وفي اليوم الثاني أرسل إلى الإمام الحسين وإلى عبد الله بن عباس، وكان معاوية يطمح استعطاف الحسين (عليه السلام)، فلما مثلا عنده قابلهما بالتكريم والحفاوة، وأخذ يسأل الحسين (عليه السلام) عن أبناء أخيه الحسن، والإمام يجيبه، ثم خطب معاوية فأشاد بالنبي (صلى الله عليه وآله) وأثنى عليه، وعرض إلى بيعة يزيد ومنح ابنه الألقاب الفخمة والنعوت الكريمة ودعاهما إلى بيعته.

1 - أدب الحسين وحماسته / ص 58 نقلا عن المجلد التاسع عشر من بحار الأنوار.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»