مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ٨٥
والولاية لا تتعدد ولا تتجزأ (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) الزخرف: 84، فإن الله تعالى هو وحده الحاكم، والمشرع في حياة الإنسان، وهو وحده مصدر كل ولاية، وسيادة، وحاكمية في حياة الإنسان، وليس لغيره من دون إذنه ولاية وحاكمية وسيادة على حياة الإنسان، وهذا هو معنى توحيد الألوهية.
يقول تعالى: (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون) النحل: 51.
(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون * إلهكم إله واحد) النحل: 20 - 22.
(ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو) القصص: 88.
3 - توحيد الربوبية:
(الرب) في القرآن يأتي بمعنيين اثنين:
أ - يأتي بمعنى التربية والاستصلاح، والرعاية، والتدبير.
يقول الراغب في المفردات (1): الرب في الأصل التربية، وهو إنشاء الشئ حالا فحالا إلى حد التمام. وبهذا المعنى استعمل القرآن هذه الكلمة كثيرا.
(قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى) طه: 49 - 50.
(قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والبصر ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون

(1) المفردات للراغب الأصفهاني: ص 184 مادة (رب).
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»