مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ٨٤
د - وهو بذلك يستحق من الإنسان العبادة.
(وما لي لا أعبد الذي فطرني واليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون) يس: 22 - 23.
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل) الأنعام: 102.
ويستحق الدعاء...
(ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو) القصص: 88.
ويحق له التشريع...
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الشورى:
21.
ويستحق التبعية والطاعة...
(أرأيت من أتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) الفرقان: 43. وإنما اتخذوا أهواءهم آلهة بالتبعية والطاعة والانقياد لأهوائهم وشهواتهم.
ه‍ - وإذا عرفنا أن (الإله) هو القوة المهيمن، والحاكم على الكون والإنسان، وأنه بسبب هذه الهيمنة المطلقة يعز، ويذل، وينصر، ويغني، ويعطي، ويمنع، ويضر، وينفع، وهو لذلك يستحق من الإنسان الدعاء والعبادة والتسليم... ويحق له وحده أن يتولى التشريع، والحكم، والسيادة في حياة الإنسان...
أقول: إذا عرفنا هذه الحقائق فإن القرآن يقرر أن الألوهية وحدة لا تتجزأ، ولا تتعدد، فإن المصدر الشرعي لهذه الولاية المطلقة في حياة الإنسان هو الهيمنة والحاكمية المطلقة للإله في الكون وفي حياة الإنسان، ولما كانت هذه الهيمنة
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»