مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ٥٣
عليا عليه السلام عليهم بعد خلافة عثمان بن عفان. والوصف الوارد في هذه الرواية عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخلافة الخليفة الأول والثاني يختلف عن الوصف الذي يصف به الإمام خلافة أبي بكر وعمر في خطبة الشقشقية، كما في نهج البلاغة. ولا نستطيع أن نجمع بين رأي الإمام في خلافة الخليفة الأول والثاني وبين الرواية المنسوبة إليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
7 - البيعة لخليفتين:
وروي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما (1).
فقد يتمسك بها في أن الخلافة تنعقد بالبيعة ولا تحتاج إلى النص، ولذلك فقد تنعقد البيعة لخليفتين، ولا يمكن ذلك إلا على مبدأ الاختيار والتفويض والاكتفاء به عن النص. وهذا أكثر ما يمكن أن توجه به هذه الرواية في مسألة (التفويض في الإمامة).
ومع الغض عن بعض الملاحظات الواردة في متن الرواية من قبيل كلمة (الخليفة) و (الخليفتين) فإنها من المصطلحات المستحدثة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أقول: إن هذه الرواية ليست بصدد بيان الوسائل الشرعية لانعقاد الإمامة والخلافة، وإنما هي فقط بصدد دفع مفسدة تعدد محاور الولاية والحكم في المسلمين، وما يؤدي ذلك إليه من فساد في المجتمع وهلاك للحرث والنسل في الصراع على السلطة.

(١) صحيح مسلم: ٤ / 128 ح 61 كتاب الإمارة.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»