حكاية موضوعة. ثم قال المجلسي: (الصدوق اعرف بصدق الاخبار والوثوق عليها من ذلك البعض الذي لا يعرف حاله، ورد الاخبار التي تشهد متونها بصحتها بمحض الظن والوهم مع ادراك سعد زمانه عليه السلام وامكان ملاقاة سعد له عليه السلام إذا كان وفاته بعد وفاته عليه السلام بأربعين سنة تقريبا ليس الا للازراء بالأخيار وعدم الوثوق بالاخبار والتقصير في معرفة شان الأئمة الأطهار، إذ وجدنا الاخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصل إليهم فهم اما يقدحون فيها أو في راويها، بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال الا نقل مثل تلك الأخبار.
ثم أورد على هذا الكلام بقوله: الظاهر أن مراد النجاشي ببعض أصحابنا شيخه أحمد بن الحسين الغضائري وهو من نقاد الرجال ومحققي الآثار وهو أدق نظرا من الصدوق وكان ذا سعة اطلاع في الرجال. قال الشيخ في أول فهرسته: ان جماعة من شيوخ طائفتنا وان عملوا فهرست كتب أصحابنا مما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول الا ان أحدا منهم لم يستوف ذلك ولاذكر أكثره بل اقتصروا على فهرست ما رووه وما كانت في خزائنهم سوى أحمد بن الحسين، فعمل كتابين أحدهما في المصنفات والاخر في الأصول واستوفاهما على مبلغ ما وجد وقدر الخ، وقد اعتمد النجاشي الذي هو أوثق علماء الرجال عندهم عليه وكان تلميذه يروى عنه مشافهة تارة وبالأخذ عن كتبه أخرى لا.
أقول: الظاهر أن مراد المجلسي أيضا من البعض الذي لا يعرف حاله هو هذا أحمد بن الحسين الغضائري الذي يقول فيه الأردبيلي صاحب جامع الرواة: لم أجد في كتب الرجال في شانه شيئا من جرح ولا تعديل، ولم يصرح باسمه تأسيا بالنجاشي فإنه أيضا لم يصرح باسمه لئلا يوجب ذلك تنقيصه، سيما بعد ما كان الرجل معروفا بحكمه على