فهل بعد البلا رخاء؟ فلم يجبني وأغمي عليه فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبك ان الملائكة في السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيون خلفهم، وهذا محمد صلى الله عليه وآله آخذ بيدي يقول: انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه فقلت: بابي أنت وأمي قلت: إلى السبعين بلا فهل بعد السبعين رخا قال: نعم يا عمرو ان بعد البلاء رخاءا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
هذه الأخبار ربما يوهم ظاهرا البداء في حصول الفرج قبل قيام مولانا المهدي عليه السلام وبابي هو وأمي مع أن الأخبار المتواترة من طرق العامة والخاصة قد دلت على أن الفرج التام لا يتحقق الا بظهوره عليه السلام فهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
والجواب عن هذه الأخبار أولا بضعف سند بعضها وجهالة رجالها كخبر عثمان النوا وبالاجمال أو ضعف متن بعضها.
وثانيا بما في بعضها من عدم التصريح والجزم بالوقت بل والتصريح بعدم الجزم وان سنة البداء تؤثر في ذلك ولذا تلى عليه السلام كما ترى في خبر عمرو بن الحمق وأبى حمزة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) وهذا لا ينافي الاخبار الجزمي والتصريح بان الرخاء والفرج انما يتحقق بظهور الإمام المنتظر والولي الثاني عشر عليه السلام، فالله تعالى وأولياؤه بتعليمه تعالى إياهم عالمون بوقوع البداء في جميع هذه الأوقات وان ظهور هذا الامر والعدل الكلى والرخاء التام لا يتحقق الا بعد امتحان شديد وفتن كبيرة كثيرة لا يبقى فيها على الايمان الا من امتحن الله قلبه للايمان، بعد غيبة الامام الثاني عشر عليه السلام غيبة يطول أمدها يرتاب فيها الجاهلون، إلى أن من الله تعالى على عباده بظهوره عليه السلام، فيملأ به الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
وربما يكون وجه الحكمة في اخبارهم عليهم السلام بظهور الامر في هذه الأزمنة لو قلنا