مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٦٤
الفقه المدون الصحيح الثابت لا يكاد ينقضي عجبي من فضيلة الشيخ وهو شيخ الأزهر الأكبر وما في كلمته من الغمز بالشيعة بأنه ليس لهم فقه صحيح مدون.
قال: (ولهم (يعني للشيعة) في هذا فروع ترددت في المصادر الفقهية لمذهبهم هذا الذي انفرد بهذه القاعدة دون باقي مذاهب الفقه الإسلامي التي نقل فقهها نقلا مدونا صحيحا ثابتا).
يقول الشيخ هذا، تعريضا على الشيعة في حين أنه يقول عنده أحد الموسوعات الفقهية الشيعية (جواهر الكلام) وهي موسوعة كبيرة طبعت في هيئتها الجديدة في أكثر من أربعين مجلدا تتضمن جميع أبواب الفقه من العبادات والمعاملات، والقضاء والشهادات والحدود والديات وغيرها قد أبدى فيه مؤلفه في المسائل الفقهية أقوى الأدلة على ضوء الكتاب والسنة المأثورة المروية من طرق أهل البيت (عليهم السلام)، وأقوالهم المعتمدة على ما عندهم من العلوم والأحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وللشيعة موسوعات كبيرة في خلافات الفقهاء، والنظر في أدلتهم، ومقايسة آراء المذاهب بعضها مع بعض، مثل كتاب الخلاف للشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (م 460) المؤلف في أكثر العلوم الإسلامية، وهو كتاب قيم لا يستغني عنه الباحث في المذاهب الفقهية ممن لم يجعل اجتهاده تقليدا ومحصورا في فقه مذهب خاص ويجتهد في مستوى أعلى من ذلك، ويرى لنفسه الحق أن يقابل كل هذه المذاهب برأيه الفقهي الذي استنبطه باجتهاده في الكتاب والسنة.
ومثل كتاب تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي (م 726) وكان سيدنا الأستاذ الفقيه الأكبر الإمام البروجردي (م 1380) تغمده الله بغفرانه عالما بفقه جميع المذاهب وبآراء جميع
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 169 171 ... » »»