ولم يكن لترك هذه العلوم الكثيرة والأخذ بأخبار أمثال سمرة بن جندب، وعمران بن حطان، وحريز بن عثمان، وأزهر الحمصي، وخالد بن سلمة الذي ينشد بني مروان الأشعار التي هجا بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وشبابة ابن سوار، وشبث بن ربعي، وعمرو بن سعيد، والمغيرة بن شعبه، وغيرهم وغيرهم باعث إلا سياسة الحكام والأغراض السياسية التي حملت الناس على سب أخ النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على رؤوس المنابر، حتى عد ذلك من السنة، وكان منهم من يفتخر علنا تقربا إلى الولاة ببغض من قال النبي (صلى الله عليه وآله): (لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) وآل الأمر إلى ما آل، وصار الحديث في يد تجاره وسيلة للتقرب إلى الحكام وأخذ الجوائز منهم، وترك حديث من عرف بالميل إلى أهل البيت (عليهم السلام) أو اتهم بذلك، وقتل وسجن وعذب في سبيل ذلك خلايق كثيرة، وهدرت دماء الأبرياء، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين حرره في شهر رمضان المبارك 1409 لطف الله الصافي