مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
يقول: إن قول أئمتهم ليس بحجة فلا يحتج مثلا بقول الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر (عليهم السلام)، وبأحاديثه التي تفرد هو بروايتها عن آبائه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فهذا خروج ظاهر على نصوص الثقلين المتواترة التي نصت على أن التمسك بالكتاب وبعترة النبي (صلى الله عليه وآله) هو سبب الأمن من الضلال، ولا أظنه يقول هذا، وكذا قول الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) ورواياته، والشيعة ترجح أقوالهم ورواياتهم في علوم الدين من العقايد والتفسير والفقه على روايات غيرهم أخذا بهذه النصوص ونصوص متواترة أخرى، فيرجحون قول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) على قول غيره من الصحابة، وإن كان الجميع على قول والإمام على قول يخالف الجميع، كل ذلك ثابت عندهم بالأدلة القاطعة الصحيحة (1).
أو أن الشيخ يريد بقوله: إن قول أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لم يثبت عند غير الشيعة، يعني لم يثبت صدوره منهم عند غير الشيعة.

(١) وقد مدح أئمتهم جماعة من أسلاف الشيخ جاد الحق من شيوخ الأزهر السابقين عليه مثل الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي مادح أهل البيت (عليهم السلام) بقصائده الرائعة ومؤلف كتاب الإتحاف بحب الأشراف المملوء بفضائل أئمة الشيعة ومناقبهم، فقال ناقلا عن بعض أهل العلم ومعجبا بكلامه ومصدقا له: إن آل البيت حازوا الفضائل كلها علما وحلما، وفصاحة وصباحة، وذكاء وبديهة، وجودا وشجاعة، فعلومهم لا تتوقف على تكرار درس، ولا يزيد يومهم فيها على ما كان بالأمس، بل هي مواهب من مولاهم، من أنكرها وأراد سترها كان كمن أراد ستر وجه الشمس، فما سألهم في العلوم مستفيد ووقفوا، ولا جرى معهم في مضمار الفضل قول إلا عجزوا وتخلفوا، وكم عاينوا في الجلاد والجدال أمورا فتلقوها بالصبر الجميل وما استكانوا وما ضعفوا، تقر الشقايق إذا هدرت شقايقهم، وتصغي الأسماء إذا قال قائلهم ونطق ناطقهم سجايا خصهم بها خالقهم إلخ (الإتحاف ص ٩).
وهذا الشيخ سليم البشري المالكي من شيوخ الأزهر يقول: مخاطبا للشريف الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي: أشهد أنكم في الفروع والأصول على ما كان الأئمة من آل الرسول، وقد أوضحت هذا الأمر فجعلته جليا، وأظهرت من مكنونه ما كان خفيا، فالشك فيه خيال والتشكيك تضليل، وقد استشففته فراقني إلى الغاية، وتمخرت ريحه الطيبة فأنعشني قدسي مهبها بشذاه أيضا إلخ (المراجعات المراجعة 111 ص 337 و 338) وأما الشيخ الأكبر الشيخ محمد شلتوت فقد أفتى بفتواه التاريخية جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»