مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٥٦
التعويل على أخبار الآحاد يعول على عمل أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ويقول: وجدنا علي بن الحسين (رضي الله عنه) يعول على أخبار الآحاد، وكذلك محمد بن علي (1) فكيف يجوز الإعراض عن علومهم وأحاديثهم تعصبا لأعدائهم، وتمسكا بالخوارج والنواصب، وجرحهم الثقات الأثبات بجرم ولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) والتمسك بهداهم، فتراهم يخرجون حديث من ثبت نفاقه ببغض أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الذي قال له النبي (صلى الله عليه وآله):
لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، ويصدقونه، مع أن الله تعالى يقول: (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) وربما يأولون هذا الحديث وأمثاله بتأويلات باردة غير مقبولة (2) وقد خسر الإسلام وأمته بهذه السيرة السيئة خسارات كبيرة، لا يمكن تداركها إلا بإعادة النظر في الأحاديث بقطع النظر عن الشرايط السياسية السائدة على أخذ الحديث وتحمله وروايته.
* * * المقارنة العلمية قال فضيلة الشيخ جاد الحق في آخر كلمته المنشورة في الأهرام: (وبالمقارنة العلمية إجمالا بين أدلة من يرون الإرث بالتعصيب وهم فقهاء المذاهب السبعة المدون فقههم وغيرهم، ومن الفقهاء الذين توالت الروايات عنهم في كتب الفقه العام، وبين من لا يرون هذا وهم الشيعة الجعفرية، إن المقارنة ترجح أدلة الأولين على الآخرين وذلك لأن الشيعة حينما منعوا الإرث بالتعصيب كمبدأ لمذهبهم قالوا: يرد باقي التركة على أصحاب الفروض بوجه عام، حتى إذا ما كان للمتوفى بنت أو بنات فقط، ووجد معها

(١) المستصفى ج 1 ص 96.
(2) راجع كتاب العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل، ومقدمة دلائل الصدق، وكتابنا أمان الأمة من الضلال والاختلاف.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»