فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٦
سبعا، وألزمه نفسك سبع سنين فإن فلح وإلا فلا خير فيه، وهذا المعنى وارد عن النبي (ص) وعلي أمير المؤمنين (ع) كما ورد عن الإمام الصادق (ع) (1) ويقول الشاعر العربي: - إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا تلين إذا كانت من الخشب والتربية الصالحة هي من أهم حقوق الأولاد على الوالدين وبها نجاتهم ونجاة أولادهم، وإن تركوا وأهملوا كما هو شأن أكثر الناس - خصوصا في هذا الزمان - فقد هلك الأولاد والوالدان، ولقد أجاد من قال:
في كل واد قد سلك أهلكنا كما هلك (2).
شبابنا من طيشه إن لم نوجه سيره.
فمريم بنت عمران بالرغم من وفاة أبيها وهي في بطن أمها، ووفاة أمها وهي صغيرة فقد قام بنو إسرائيل بتربيتها من أول نشأتها وبالأخص زكريا زوج خالتها وهي أيضا كانت مسددة ومؤيدة بالتأييد الإلهي لعلمه جل وعلا بطيب نفسها وطهارة مولدها حتى أن زكريا كان يتعجب من حالها ورغبتها في العبادة لله حال صباها ولم تزل معززة ومكرمة عند بني إسرائيل عامة وزكريا خاصة قد حفظوا فيها أباها عمران، باعتبار أن

(1) راجع (مكارم الأخلاق) للطبرسي ص 255.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»