فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٥
عمران / 37]. ومن كراماتها: أنها كانت قد خالفت عادة النساء في الطاعة والعبادة لأن النساء - الصالحات منهن فضلا عن غيرهن - لا يأخذن بالطاعة والعبادة إلا بعد مضي الشباب، ومريم أخذت في العبادة والاعتكاف عن الناس وهي طفلة صغيرة، حتى روى شيخنا الطبرسي في (مجمع البيان) ج 2 ص 436 عن ابن عباس أنه قال: لما بلغت مريم تسع سنين صامت النهار وقامت الليل وتبتلت حتى غلبت الأحبار.
بداية تكليف الذكور والإناث بالواجبات والحال ان بناتنا اليوم - في عرف كثير من الناس - أن بنت التسع سنين فما فوق لا يجب عليها شئ وتعتبر طفلة غير مكلفة، في حين أن الشرع الشريف يكلف البنت بالواجبات الشرعية منذ إكمالها التسع سنين من عمرها فيجب عليها الحجاب وتجب عليها الصلاة والصيام وسائر الواجبات الشرعية وأما الابن فيكلف بالواجبات بإكماله الخامسة عشر من عمره وهذا أقصى حد، ولو ظهرت عليه آثار البلوغ قبل هذا السن من احتلام أو ظهور شعر العانة فإنه يصبح مكلفا بالواجب عند ذلك.
وجوب تربية الأولاد كما أن الشارع يوجب على آباء وأولياء الأولاد ذكورا أو إناثا أن يقوموا بتربيتهم وتعليمهم بما يلائم مداركهم من العقائد الإسلامية، والأخلاق والعبادات منذ نعومة أظفارهم حتى ينشأوا عليها نشأة صالحة، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»