غير مجذوذ أي غير منقطع وقال تعالى: " والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (8) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون " [الأعراف / 9 - 10].
وهكذا السائد في القرآن تصنيف الناس إلى صنفين اثنين في يوم القيامة. نعم أشار الله تعالى إلى الأصناف الثلاثة بقوله: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " [فاطر / 33].
ولكن هذه الآية ليست في صدد يوم القيامة وتقسيم الناس فيها، بل هي خاصة في هذه الأمة وفي أئمتها لا في غيرهم من الأمم.
وعلى كل لما صنف الله الناس في ذلك اليوم إلى ثلاثة أصناف بدأ عند التقسيم أولا بأصحاب الميمنة وثنى بأصحاب المشأمة وأخر الصنف الثالث وهم السابقون ليبدأ أولا بذكر جزائهم الخاص وما أعد لهم من القرب منه تعالى، ومن المنازل السامية الخاصة بهم. وأصحاب الميمنة هم الذين يعطون كتبهم التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها بإيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وهم أصحاب اليمن والأمان على أنفسهم الملاقون لعظيم الأجر والثواب بما آمنوا وأطاعوا، كما تفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من النعيم المقيم.
وأصحاب المشأمة هم الذين يعطون كتبهم - التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها - بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، وهم أصحاب الشؤم