لله والإخلاص له فيها، وهذا هو المراد من قوله تعالى " اقنتي لربك " أي اعبديه واخلصي له وحيث أن أهم مظهر للعبادة والإخلاص هو السجود أولا والركوع ثانيا لذا قال " واسجدي واركعي مع الراكعين " (1).
وسمتها أمها ب (مريم) لأن مريم في اللغة العربية العابدة والخادمة، لذلك اختارت لها أمها هذا الاسم بقولها: " وإني سميتها مريم " (2) ومريم مات أبوها عمران وهي حمل في بطن أمها، ثم ماتت أمها واسمها (حنة) بعد مدة يسيرة من ولادتها فكفلها زكريا زوج خالتها من جهة ومن عشيرتها من بني إسرائيل من جهة أخرى، ومما يدل على مقامها السامي عند عشيرتها وقومها من بني إسرائيل اختصامهم فيمن يقوم بكفالتها، إذ كل واحد منهم أراد وأحب أن يقوم هو بكفالتها، وهذا ما أشارت إليه الآية الثالثة وهي قوله تعالى مخاطبا رسوله الأعظم (ص) " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك " قال الطبرسي في (مجمع البيان) ج 1 ص 44 ذلك إشارة إلى ما تقدم ذكره من حديث مريم وزكريا ويحيى " من أنباء الغيب " أي من أخبار ما غاب عنك وعن قومك " نوحيه إليك " أي نلقيه عليك معجزة وتذكيرا وتبصرة وموعظة وعبرة، ووجه الأعجاز فيه هو أن ما غاب عن الإنسان يمكن أن يحصل عليه بدراسة الكتب أو التعلم أو الوحي، والنبي (ص) لم يشاهد هذه القصص ولا قرأها من الكتب ولا تعلمها من أحد إذ كان