فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٣
نظير القرعة الاستخارة ونظير القرعة التي يرجع بها إلى الله تعالى في تمييز الحقوق الاستخارة بالقرآن أو السبحة المتعارفة عند الشيعة الإمامية تبعا لأئمتهم (ع) حيث قد وردت عدة أخبار عن أئمة الهدى في استعمال الاستخارة بالقرآن أو السبحة أو غيرها عند الحيرة والتردد في مقام العمل (1).
حتى ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: إن الله قال: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني. وحقيقة ذلك هي أن الإنسان إذا أراد أن يقدم على أمر ينبغي له أن يعرف أولا وجه المصلحة فيه، فإن عرف ذلك قدم عليه متوكلا على الله وإذا كان مترددا في وجه المصلحة فيه فله أن يستشير ذوي العقول والإيمان والتجربة فإذا رجحوا له اقدم وإلا ترك وأحجم، وحيث أنه غالبا لا يتيسر للإنسان من يستشيره في أموره التي تحدث له مرة بعد أخرى فيرجع فيها إلى الله الذي هو بكل شئ عليم وعلى كل شئ قدير فيستخيره في كتابه المجيد أو في السبحة أو غيرها مع التوكل عليه والدعاء له في أن يختار له ما فيه الصلاح، ومعلوم أن الله لا يغش من استنصحه، فبعد الاستخارة ونتيجتها بالفعل أو الترك يخرج الإنسان عن الحيرة والتردد فيكون بإقدامه وإحجامه على بصيرة من أمره فيما إذا كان مخلصا بانقطاعه إلى الله تعالى، وعلى كل ان الاستخارة هي

(1) راجع موضوع الاستخارة بتفاصيلها في كتاب (مفتاح الجنات) للسيد محسن العاملي ج 1 ص 441 - 442.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»