السفياني بالحقيقة قيادة اتحادية لهم، ومن وراء ذلك أسيادهم الروم واليهود.
وفي رواية الملاحم والفتن عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال " فيغضب الله على السفياني، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى، فترشقهم الطير بأجنحتها، والجبال بصخورها، والملائكة بأصواتها! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم، ولا يبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية " وفي رواية الزام الناصب ج 2 ص 104 " فيلحقه قائد من قواد المهدي اسمه صياح فيأسره، فيأتي به إلى المهدي في صلاة العشاء الآخرة، فيستشير المهدي أصحابه، فيرون قتله، ثم يقودونه إلى ظل شجرة مدلاة الأغصان، ويذبح كما تذبح الشاة " ص 123.
وتذكر بعض روايات هذه المعركة نوعا آخر من الامداد الغيبي للمسلمين فيها مضافا إلى ما ذكرته الرواية المتقدمة " أنه يسمع يومئذ صوت من السماء مناديا ينادي: ألا إن أولياء الله فلان، يعني المهدي. فتكون الدبرة على أصحاب السفياني، فيقتلون حتى لا يبقى منهم إلا الشريد " مخطوطة ابن حماد ص 97.
والظاهر أن الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين عن قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان تقصد هذه المعركة، بدليل تشابه مضامينها وتعابيرها، وبدليل الروايات الواردة في تفسير قوله تعالى " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " بالامام المهدي وأصحابه، وقد تقدم ذكرها في فصل إيران. وغير ذلك من الأدلة.
ومن أشهر أحاديثها في مصادر السنة، الحديث الذي رواه مسلم وأحمد والترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله قال " لا يقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود