عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٧١
وأصحابه يحاصرونها ويفتحونها بالتكبير.
ولكن، مهما يكن أمر هذه الرواية، وحتى لو افترضنا أنها موضوعة، فهي نص لمؤلف معروف كتبه قبل نحو ألف ومئتي سنة، لان وفاة ابن حماد سنة 227، وقد نقله عن تابعين قبله. فهو يكشف على الأقل عن تصور رواته للحالة السياسية العامة في سنة ظهور المهدي عليه السلام، وعن انتشار خبره عند المسلمين، وتطلعهم إليه، وبحثهم عنه.
على أن أكثر مضامينها وردت في روايات أخرى، أو هي نتيجة منطقية لاحداث نصت عليها روايات أخرى. ومجئ هؤلاء العلماء السبعة إلى مكة في تلك الظروف يدل على شدة تطلع المسلمين إلى ظهوره عليه السلام من مكة، وتوافد ممثليهم إليها للبحث عنه. وأخذ كل واحد منهم البيعة من ثلاث مئة وثلاثة عشر من المؤمنين بالمهدي في بلده، المستعدين للتضحية معه، يدل على الموجة الشعبية في المسلمين، وحماسهم لان يكونوا أنصاره وأصحابه الموعودين، على عدة أهل بدر.
وأما ما تذكره الرواية من إفلاته عليه السلام منهم مرة بعد أخرى، فلا يخلو من ضعف، ولعل أصله ما ورد في مصادر الشيعة والسنة من أنه عليه السلام يبايع وهو كاره، حتى أن أحد كبار أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كان في نفسه شئ من هذه البيعة على اكراه، الواردة في حديث النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله حتى فسر له الإمام الصادق عليه السلام معنى الاكراه، فاطمأنت نفسه.
هذا عما يتعلق بحال المسلمين وتطلعهم إلى المهدي عليه السلام. أما عن مجريات عمله عليه السلام في مكة، ومبايعة أصحابه له، فتدل الروايات على أنها تكون بنحو آخر، يختلف عما ورد في هذه الرواية.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»