عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٧٠
لانصار، حتى يفلت منهم. فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به، فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه وقد لحق بالمدينة. فيطلبونه بالمدينة، فيخالفهم إلى مكة. فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون: أنت فلان بن فلان: وأمك فلانة بنت فلان، وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك. فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان بن فلان الأنصاري. مروا بنا أدلكم على صاحبكم، فيفلت منهم فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عن الركن، فيقولون: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من حرام. فيجلس بين الركن والمقام، فيمد يديه فيبايع له. ويلقي الله في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل ".
وفي هذه الرواية نقاط ضعف في سندها ومتنها. من ذلك قضية فتح القسطنطينية التي بقيت عدة قرون عقدة عسكرية وسياسية أمام المسلمين، ومصدر تهديد لجزء من الدولة الاسلامية، حتى فتحها السلطان محمد الفاتح قبل نحو 500 سنة. وقد روى المسلمون عن النبي صلى الله عليه وآله روايات تبشر بفتحها، تحتاج إلى تحقيق في صحتها وسقمها. وما يخص موضوعنا منها الروايات التي تذكر أن فتحها يكون على يد المهدي عليه السلام، ومنها الفقرة الواردة في هذه الرواية. وخلاصة القول في هذه الروايات أن فيها احتمالين: الأول أن يكون فتح القسطنطينية على يد المهدي عليه السلام من إضافة بعض الرواة في أحاديثه، باعتبار أنه عليه السلام يحل مشكلات المسلمين الكبرى، وقد كانت القسطنطينية كما ذكرنا من مشكلاتهم الكبرى مدة قرون، وعاصمة أعدائهم المجاورة، المؤذية، المستعصية.
والاحتمال الثاني، أن يكون المقصود بالقسطنطينية الواردة في أحاديث المهدي، عاصمة الروم التي تكون في زمان ظهوره عليه السلام، والمعبر عنها في بعض الروايات بالمدينة الرومية الكبيرة، والتي ورد أنه عليه السلام
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»