وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال ". ولذلك آيات وعلامات، أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق. وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل والمقتول في النار " البحار ج 52 ص 273، والظاهر أن المقصود بالمسجد الأكبر المسجد الحرام لا مسجد الكوفة. وأن الرايات المتصارعة تتنازع حول مكة، أو في الحجاز وتتقاتل، وليس فيها راية حق.
وروى ابن حماد في مخطوطته أكثر من عشرين حديثا عن الأزمة السياسية الحجازية، وصراع القبائل على السلطة في سنة ظهور المهدي عليه السلام. منها عن سعيد بن المسيب قال " يأتي زمان على المسلمين يكون منه (فيه) صوت في رمضان، وفي شوال تكون مهمهة، وفي ذي القعدة تنحاز (فيها) القبائل إلى قبائلها. وذو الحجة ينهب فيه الحاج. والمحرم وما المحرم " ص 59.
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال " إذا كانت صيحة في رمضان فإنه تكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة. وسفك الدماء في ذي الحجة.
والمحرم وما المحرم يقولها ثلاثا ". ص 2 60 وعن عبد الله بن عمر قال " يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام، فبينا هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب فسارت القبائل إلى بعض فاقتتلوا حتى تسيل العقبة دما " ص 60، أي أخذتهم حالة مثل داء الكلب المعروف، وجاشت حالة العداء فيهم بعد مناسك الحج دفعة واحدة، فاقتتلوا حتى جرت دماؤهم عند جمرة العقبة!.
وروايات ابن حماد تتحدث عن الصراع السياسي في الحجاز بعد الصيحة والنداء السماوي. ولكن يوجد روايات أخرى تدل على أمرين هامين في هذه الأزمة السياسية: أولهما، أنها تحدث قبل خروج السفياني، وقد أشرنا إلى ذلك، وثانيهما، أنه يكون لها علاقة باختلاف أهل الشرق والغرب، أي بالحرب العالمية الموعودة. فعن ابن أبي يعفور قال: قال لي أبو