الاسلامية، وتوتر الوضع في الحجاز، وإعلان حالة الطوارئ فيه بدخول جيش السفياني. كلها تجعل موسم الحج على الحكام عبئا مخيفا. فلا بد أنهم سيعملون لتخفيض عدد الحجاج إلى أقل عدد ممكن، ويحشدون في مكة والمدينة، من القوات والأجهزة الأمنية، أضعاف ما يحشدونه في السنين العادية.
ولكن ذلك لا يمنع الشعوب الاسلامية أن تركز أنظارها على مكة المقدسة، تنتظر ظهور المهدي منها، فيتحمس مئات الألوف، وربما الملايين من المسلمين، لان يحجوا في ذلك العام، ويتمكن عدد كبير منهم أن يصل إلى مكة، رغم العقبات التي تضعها أمامهم دولهم ودولة الحجاز.
وسيكون السؤال المحبب بين الحجاج: ماذا سمعت عن أمر المهدي؟
ولكنه يكون سؤالا خطيرا أيضا، ولذلك يطرحه الحجاج بينهم سرا، ويتناقلون آخر الاخبار والشائعات حوله همسا، وآخر إجراءات حكومة الحجاز وجيش السفياني أيضا.
إن الرواية التالية تصور حالة المسلمين في العالم، وحالة الحجاج، في انشغالهم بأمر المهدي عليه السلام وبحثهم عنه. ففي مخطوطة ابن حماد ص 95 قال " حدثنا أبو عمر، عن ابن أبي لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن، خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، حتى يجتمعوا بمكة، فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، ويفتح الله له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته. فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه بمكة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فيقول: لا، بل أنا رجل من