عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢١٨
ثانيهما: يظهر منهما أن دور الكوفة في العلم والتشيع لأهل البيت عليهم السلام كان كبيرا، ولكنه ينتهي إلى الاضمحلال عند قرب ظهور المهدي عليه السلام.
والكوفة تشمل النجف، لان اسمها بالأصل نجف الكوفة، أو نجفة الكوفة. بل قد يقصد منها العراق كما ذكرنا في محله، وأما دور قم فيستمر. ثم يتعاظم قرب ظهور المهدي عليه السلام " وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره " " وذلك عند قرب ظهور قائمنا ".
وثالثها: أن دور قم العقائدي قرب ظهور المهدي عليه السلام لا يكون مختصا بإيران أو بالشيعة فقط، بل يكون لكل العلم حتى غير المسلمين " وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق " " حتى لا يبقى مستضعف في الذين " حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه العلم والدين " ولا يعني ذلك أن العلم والدين يصل من قم وأهلها إلى كل فرد من شعوب العالم، بل يعني أن صوت الاسلام وطرحه يصل إلى شعوب العالم بحيث إذا أراد أحد أن يتعرف على معالم الاسلام تمكن من ذلك.
ومثل هذا الدور العقائدي الاعلامي لقم يتوقف على قيام دولة وأجهزة إعلامية، بل ويتوقف على أحداث صراع مع طغاة العالم توصل صوت الاسلام من قم إلى الشعوب.
ورابعها: أن هذا الدور لقم ينتج عنه معاداة طغاة العالم وأتباعهم لها، أي لطرحها الاسلامي. وهذه المعاداة تكون مبررا لانتقام الله تعالى منهم على يد المهدي عليه السلام، لان الحجة تكون قد تمت بها، وتكون مشكلة المعادين فقط العناد والمضادة للاسلام، وليست جهلهم به.
ومن الملاحظ أن هذه المعاني المذكورة في النصين الشريفين قد تحققت في الكوفة والعراق، وبدأت تحقق في قم وإيران، فقد صارت قم وإيران حجة على الشعوب الاسلامية وشعوب العالم. وحتى لو قلنا بأن تحقق
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»