عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢١٤
أي عاصمة ولايتهم ونصرتهم. وأن أهل الري وغيرها هم من أهل قم لانهم على خطها ونهجها. ولذلك لا يبعد أن يكون المقصود بأهل قم في الروايات الشريفة، ونصرتهم للمهدي عليه السلام، كل أهل إيران الذين هم على خطهم في ولاية أهل البيت عليهم السلام والجهاد. بل يشمل غيرهم من المسلمين أيضا.
ومعنى قول الراوي " وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام " أن الإمام الصادق أخبر عن ولادة حفيدته فاطمة بنت موسى بن جعفر قبل ولادة أبيها الكاظم أي قبل سنة 128 هجرية، وأخبر أنها سوف تدفن في قم. ثم تحقق ذلك بعد أكثر من سبعين سنة. فقد " روى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو سنة مئتين خرجت فاطمة أخته في سنة وإحدى تطلبه، فلما وصلت إلى ساوة مرضت فسألت كم بيني وبين قم؟ فقالوا: عشرة فراسخ.
" لما وصل الخبر إلى آل سعد - أي سعد بن مالك الأشعري - اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم. فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ زمام ناقتها وجرها إلى قم، وأنزلها في داره. فكانت فيها ستة (سبعة) عشر يوما ثم قضت إلى رحمة الله ورضوانه، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له، وهي التي الان مدفنها، وبنى على قبرها سقفا من البواري. إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه السلام عليها قبة " البحار ج 60 ص 219.
ويظهر من الروايات أن فاطمة هذه كانت عابدة مقدسة مباركة شبيهة جدتها فاطمة الزهراء عليها السلام، وأنها على صغر سنها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. وعند كبار فقهاء قم ورواتها، حيت قصدوها إلى ساوه وخرجوا في استقبالها، ثم أقاموا على قبرها بناء بسيطا، ثم بنوا عليه قبة وجعلوه مزارا، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»